الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***
خلس: الخَلْسُ: الأَخذ في نُهْزَةٍ ومُخاتلة؛ خَلَسَه يَخلِسُه خَلْساً وخَلَسَة إِياه، فهو خالِسٌ وخَلاَّس؛ قال الهذلي: يا مَيُّ إِن تَفْقِدي قوماً وَلدْتِهم *** أَو تَخْلِسِيهم، فإِن الدَّهْرَ خَلاَّس الجوهري: خَلَسْتُ الشيء واخْتَلَسْته وتَخَلَّسْته إِذا اسْتَلبته. والتَّخالُسُ: التَّسالُبُ. والاخْتلاسُ كالخَلْسِ، وقيل: الاخْتلاسُ أَوْحى من الخَلْسِ وأَخص. والخُلْسَة، بالضم: النُّهْزةُ. يقال: الفُرْصَةُ خُلْسَةٌ. والفِرْنانِ إِذا تبارزا يَتَخالسان أَنفسَهما: يُناهِزُ كلُّ واحد منهما قَتْل صاحبه. الأَزهري: الخَلْسُ في القتال والصِّراع. وهو رجل مُخالِسٌ أَي شجاع حَذِرٌ. وتَخالسَ القِرْنانِ وتخالَسا نَفْسَيْهما: رام كلُّ واحد منهما اخْتِلاسَ صاحبه؛ قال أَبو ذؤيب: فَتَخَالَسا نَفْسَيْهما بنَوافِذٍ، كنَوافِذِ العُبْطِ التي لا تُرْقَعُ وخالَسَه مُخالَسَةً وخِلاساً؛ أَنشد ثعلب: نَظَرْتُ إِلى مَيٍّ خِلاساً عَشِيَّةً، على عَجَلٍ، والكاشِحُونَ حُضُورُ كذا مثلَ طَرْفٍ العينِ، ثم أَجَنَّها رِواقٌ أَتى من دونِها وسُتُورُ وطَعْنة خَليسٌ إِذا اخْتَلَسَها الطاعنُ بِحِذْقِه. وأَخذه خِلِّيسَى أَي اختلاساً. ورجل خَلِيسٌ وخَلاَّسٌ: شجاعٌ حَذِرٌ. ورَكَبٌ مَخْلوس: لا يرى من قلة لحمه. وأَخْلَسَ الشَّعْرُ، فهو مُخْلِسٌ وخَلِيسٌ: استوى سواده وبياضه، وقيل: هو إِذا كان سواده أَكثر من بياضه؛ قال سُوَيدٌ الحارثي: فَتًى قَبَلٌ لم تُعْنِسِ السِّنُّ وَجْهَه، سِوَى خُلْسَةٍ في الرَّأْسِ كالبَرْقِ في الدُّجَى أَبو زيد: أَخْلَسَ رأْسُه، فهو مُخلِسٌ وخَلِيس إِذا ابيض بعضه، فإِذا غلب بياضه سواده، فهو أَغْثَم. والخَلِيسُ: الأَشْمط. وأَخْلَسَتْ لحيته إِذا شَمَطَتْ. الجوهري: أَخْلَسَ رأْسُه إِذا خالط سوادُه البياضَ، وكذلك النبت إِذا كان بعضه أَخْضَر وبعضه أَبيض، وذلك في الهَيْج، وخَّس بعضهم به الطريقة والصِّلِّيانَ والهَلْتَى والسَحَمَ. وأَخْلَسَ الحَلِيُّ: خرجت فيه خُضْرَةٌ طَرِيَّة؛ عن ابن الأَعرابي. وأَخْلَسَت الأَرضُ والنباتُ: خالط يبيسُهما رَطْبَهما، والخُلْسَةُ الاسم من ذلك. وأَخْلَست الأَرضُ أَيضاً: أَطْلَعَتْ شيئاً من النبات. والخَليسُ: النبات الهائج بعضُه أَصفر وبعضُه أَخضر، وكذلك الخَلِيطُ يسمى خليساً. والخِلاسِيُّ: الولد بين أَبيض وسوداء أَو بين أَسود وبيضاء. قال الأَزهري: سمعت العرب تقول للغلام إِذا كانت أُمّه سوداء وأَبوه عربيّاً آدَمَ فجاءت بولد بين لونيهما: غلام خِلاسِيٌّ، والأُنثى خِلاسِيَّة؛ ومنه الحديث: سِرْ حتى تأْتي فَتَياتٍ قُعْساً، ورجالاً طُلْساً، ونساءً خُلْساً؛ الخُلْسُ: السُّمْرُ. وفي الحديث: نهى عن الخلِيسَة، وهي ما تُسْتَخلَصُ من السبع فتموت قبل أَن تُذَكَّى، من خَلَسْتُ الشيء واخْتَلَسْته إِذا سلبته، وهي فَعِيلة بمعنى مفعولة؛ ومنه الحديث: ليس في النُّهْبَة ولا الخَلِيسة قطع، وفي رواية: ولا في الخُلْسَة أَي ما يؤخذ سَلْباً ومُكابَرَةً؛ ومنه الحديث: بادِرُوا بالأَعمال مَرَضاً حابساً أَو موتاً خالِساً أَي يَخْتَلِسُكم على غفلة. والخِلاسِيُّ من الدِّيَكَةِ: بين الدَّجاج الهِنْدِية والفارسية. الخليل: من المصادر المُخْتَلَس والمُعْتَمَدُ: فالمُخْتَلَسُ ما كان على حَذْوِ الفعل نحو انصرَف انصرافاً ورجع رجوعاً، والمعتمد ما اعتمدت عليه فجعلته اسماً للمصدر نحو المذهب والمَرْجِعِ، وقولك أَجَبْتُه إِجابةً، وهو المعتمد عليه ولا يعرف المعتمد إِلا بالسَّماع. ومُخالِسٌ: اسم حصان من خيل العرب معروف؛ قال مزاحِمٌ: يَقُودانِ جُرْداً من بناتِ مُخالِسٍ، وأَعْوَجَ يُقْفَى بالأَجِلَّةِ والرُّسْلِ وقد سمت خَلاَّساً ومُخالِساً.
خلبس: خَلْبَسَه وخَلْبَسَ قلبه أَي فتنه وذهب به، كما يقال خَلَبه، وليس يبعد أَن يكون هو الأَصل لأَن السين من حروف الزيادات، والخُلابِسُ، بضم الخاء: الحديث الرقيق، وقيل: الكذب؛ قال الكُمَيْت: بما قد أَرَى فيها أَوانِسَ كالدُّمَى، وأَشْهَدُ منهنَّ الحديثَ الخُلابِسا والخَلابيسُ: الكَذِبُ. وأَمرٌ خَلابُِيسُ: على غير استقامة، وكذلك خَلْقٌ خَلابِيسُ، والواحد خِلْبيسٌ وخِلْباسٌ، وقيل: لا واحد له. والخَلابِيسُ: أَن تَرْوَى الإِبلُ فتذهب ذهاباً شديداً فَتُعْنِّي راعيها. يقال: أَكفِيكَ الإِبلَ وخَلابِيسَها، والخَلابِيسُ: المتفرّقون.
خمس: الخمسةُ: من عدد المذكر، والخَمْسُ: من عدد المؤَنث معروفان؛ يقال: خمسة رجال وخمس نسوة، التذكير بالهاء. ابن السكيت: يقال صُمْنا خَمْساً من الشهر فَيُغَلِّبُون الليالي على الأَيام إِذا لم يذكروا الأَيام، وإِنما يقع الصيام على الأَيام لأَن ليلة كل يوم قبله، فإِذا أَظهروا الأَيام قالوا صمنا خمسة أَيام، وكذلك أَقمنا عنده عشراً بين يوم وليلة؛ غلبوا التأْنيث، كما قال الجعدي: أَقامتْ ثلاثاً بينَ يومٍ وليلةٍ، وكان النَّكِيرُ أَن تُضِيفَ وتَجْأَرا ويقال: له خَمْسٌ من الإِبل، وإن عَنَيْتَ جِمالاَ، لأَن الإِبل مؤنثة؛ وكذلك له خَمْس من الغنم، وإِن عنيت أَكْبُشاً، لأَن الغنم مؤنثة. وتقول: عندي خمسةٌ دراهم، الهاءُ مرفوعة، وإِن شئت أَدغمت لأَن الهاء من خمسة تصير تاء في الوصل فتدغم في الدال، وإِن أَدخلت الأَلف واللام في الدراهم قلت: عندي خمسة الدراهم، بضم الهاء، ولا يجوز الإِدغام لأَنك قد أَدغمت اللام في الدال، ولا يجوز أَن تدغم الهاء من خمسة وقد أَدغمت ما بعدها؛ قال الشاعر: ما زالَ مُذْ عَقدَتْ يداه إِزارَهُ، فسَمَا وأَدْرَكَ خمسَةَ الأَشْبارِ وتقول في المؤنث: عندي خَمْسُ القُدُور، كما قال ذو الرمة: وهل يَرْجِعُ التسليمَ أَو يَكْشِفُ العَمَى ثلاثُ الأَثافي، والرُّسُومُ البَلاقِعُ؟ وتقول: هذه الخمسة دراهم، وإِن شئت رفعت الدراهم وتجريها مجرى النعت، وكذلك إِلى العشرة. والمُخَمَّسُ من الشِّعْرِ: ما كان على خمسة أَجزاء، وليس ذلك في وضع العَرُوض. وقال أَبو إِسحق: إِذا اختلطت القوافي، فهو المُخَمَّسُ. وشيء مُخَمَّسٌ أَي له خمسة أَركان. وخَمَسَهم يَخْمِسُهم خَمْساً: كان له خامساً. ويقال: جاء فلان خامساً وخامياً؛ وأَنشد ابن السكيت للحادِرَة واسمه قُطْبةُ بن أَوس: كم للمَنازِلِ من شَهْرٍ وأَعْوامِ بالمُنْحَنَى بين أَنْهارٍ وآجامِ مَضَى ثلاثُ سِنينَ مُنْذُ حُلَّ بها، وعامُ حُلَّتْ وهذا التابع الحامِي والذي في شعره: هذي ثلاث سنين قد خَلَوْنَ لها. وأَخْمَسَ القومُ: صاروا خمسة. ورُمْح مَخْمُوسٌ: طوله خمس أَذرع. والخمسون من العدد: معروف. وكل ما قيل في الخمسة وما صُرِّفَ منها مَقُولٌ في الخمسين وما صُرِّفَ منها؛ وقول الشاعر: عَلامَ قَتْلُ مُسْلِمٍ تَعَمُّدا؟ مذ سَنَةٌ وخَمِسونَ عَدَدا بكسر الميم في خمسون، احتاج إِلى حركة الميم لإقامة الوزن، ولم يفتحها لئلا يوهم أَن الفتح أَصلها لأَن الفتح لا يسكن، ولا يجوز أَن يكون حركها عن سكون لأَن مثل هذا الساكن لا يحرك بالفتح إِلا في ضرورة لا بد منه فيها، ولكنه قدّر أَنها في الأَصل خَمَسُون كعشرة ثم أَسكن، فلما احتاج رَدَّه إِلى الأَصل وآنَسَ به ما ذكرناه من عَشَرة؛ وفي التهذيب: كسر الميم من خَمِسُون والكلام خَمْسُون كما قالوا خَمْسَ عَشِرَةَ، بكسر الشين؛ وقال الفراء: رواه غيره خَمَسون عدداً، بفتح الميم، بناه على خَمَسَة وخَمَساتٍ. وحكى ابن الأَعرابي عن أَبي مَرْجَحٍ: شَرِبْتُ هذا الكوزَ أَي خَمَسَة بمثله. والخِمْسُ، بالكسر: من أَظْماء الإِبل، وهو أَن تَرِدَ الإِبلُ الماءَ اليومَ الخامسَ، والجمع أَخْماس. سيبويه: لم يجاوز به هذا البناءَ. وقالوا ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسِ إِذا أَظهر أَمراً يُكْنى عنه بغيره. قال ابن الأَعرابي: العرب تقول لمن خاتَلَ: ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسٍ؛ وأَصل ذلك أَن شيخاً كان في إِبله ومعه أَولاده، رجالاً يَرْعَوْنها قد طالت غربتهم عن أَهلهم، فقال لهم ذات يوم: ارْعَوْا إِبلكم رِبْعاً، فَرَعَوْا رِبْعاً نحوَ طريق أَهلهم، فقالوا له: لو رعيناها خِمْساً، فزادوا يوماً قِبَلَ أَهلهم، فقالوا: لو رعيناها سِدْساً، ففَطَنَ الشيخُ لما يريدون، فقال: ما أَنتم إِلاَّ ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسٍ، ما هِمَّتُكم رَعْيُها إِنما هِمَّتُكم أَهلُكم؛ وأَنشأَ يقول: وذلك ضَرْبُ أَخْماسٍ، أَراهُ، لأَسْداسِ، عَسى أَن لا تكونا وأَخذ الكمَيْتُ هذا البيتَ لأَنه مَثَل فقال: وذلك ضرب أَخماس، أُريدَتْ، لأَسْداسٍ، عسى أَن لا تكونا قال ابن السكيت في هذا البيت: قال أَبو عمرو هذا كقولك ششْ بَنْجْ، وهو أَن تُظْهر خمسة تريد ستة. أَبو عبيدة: قالوا ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسٍ، يقال للذي يُقَدِّمُ الأَمرَ يريد به غيره فيأْتيه من أَوّله فيعمل رُوَيْداً رُوَيْداً. الجوهري: قولهم فلان يَضْرِبُ أَخماساً لأَسداس أَي يسعى في المكر والخديعة، وأَصله من أَظماء الإِبل، ثم ضُرِبَ مثلاً للذي يُراوِغُ صاحبه ويريه أَنه يطيعه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لرجل من طيء: الله يَعْلَمُ لولا أَنني فَرِقٌ من الأَميرِ، لعاتَبْتُ ابنَ نِبْراسِ في مَوْعِدٍ قاله لي ثم أَخْلَفَه، غَداً ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسِ حتى إِذا نحن أَلْجَأْنا مَواعِدَه إِلى الطَّبِيعَةِ، في رِفْقٍ وإِيناسِ أَجْلَتْ مَخِيلَتُه عن لا، فقلتُ له: لو ما بَدَأْتَ بها ما كان من باسِ وليس يَرْجِعُ في لا، بَعْدَما سَلَفَتْ منه نَعَمْ طائعاً، حُرٌّ من الناسِ وقال خُرَيْمُ بن فاتِكٍ الأَسَدِيُّ: لو كان للقوم رأْيٌ يُرْشَدُونَ به، أَهلَ العِراق رَمَوْكُم بابن عَبَّاسِ للَّه دَرُّ أَبيهِ أَيُّما رجلٍ، ما مثلهُ في فِصالِ القولِ في الناسِ لكن رَمَوْكم بشيخٍ من ذَوي يَمَنٍ، لم يَدْرِ ما ضَرْبُ أَخْماسٍ لأَسْداسِ يعني أَنهم أَخطأُوا الرأْي في تحكيم أَبي موسى دون ابن عباس. وما أَحسن ما قاله ابن عباس، وقد سأَله عتبة بن أَبي سفيان بن حرب فقال: ما منع عليّاً أَن يبعث مكان أَبي موسى؟ فقال: منعه واللَّه من ذلك حاجزُ القَدَرِ ومِحْنَةُ الابتلاء وقِصَرُ المدّة، واللَّه لو بعثني مكانه لاعْتَرَضْتُ في مَدارِج أَنفاس معاوية ناقِضاً لما أَبْرَمَ، ومُبْرِماً لما نقض، ولكن مضى قَدَرٌ وبقي أَسَفٌ والآخرةُ خير لأَمير المؤمنين؛ فاستحسن عتبة بن أَبي سفيان كلامه، وكان عتبة هذا من أَفصح الناس، وله خطبة بليغة في ندب الناس إِلى الطاعة خطبها بمصر فقال: يا أَهل مصر، قد كنتم تُعْذَرُون ببعض المنع منكم لبعضِ الجَوْرِ عليكم، وقد وَلِيَكم من يقول بفِعْلٍ ويفعل بقَوْلٍ، فإِن دَرَرْتُم له مَراكم بيده، وإِن استعصيتم عليه مراكم بسيفه، ورَجا في الآخر من الأَجْر ما أَمَّلَ في الأَوَّل من الزَّجْر؛ إن البَيْعَة متابَعَةٌ، فلنا عليكم الطاعة فيما أَحببنا، ولكم علينا العَدلُ فيما ولينا، فأَينا غَدَرَ فلا ذمة له عند صاحبه، واللَّه ما نطقتْ به أَلسنتُنا حتى عَقَدَتْ عليه قلوبنا، ولا طلبناها منكم حتى بذلناها لكم ناجزاً بناجز فقالوا: سَمْعاً سَمْعاً فأَجابهم: عَدْلاً عدلاً. وقد خَمَسَت الإِبلُ وأَخْمَسَ صاحبها: وردت إِبله خِمْساً، ويقال لصاحب الإِبل التي تَرِدُ خِمْساً: مُخْمِسٌ؛ وأَنشد أَبو عمرو بن العلاء لامرئ القيس: يُثِيرُ ويُبْدِي تُرْبَها ويُهِيلُه، إِثارَةَ نَبَّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ غيره: الخِمْسُ، بالكسر، من أَظماء الإِبل أَن ترعى ثلاثى أَيام وتَرِدَ اليوم الرابع، والإِبل خامسَة وخَوامِسُ. قال الليث: والخِمْسُ شُرْبُ الإِبل يوم الرابع من يوم صَدَرَتْ لأَنهم يَحْسُبون يوم الصَّدَر فيه؛ قال الأَزهري: هذا غلط لا يُحْسَبُ يومُ الصَّدَرِ في وِرْدِ النِّعم، والخِمْسُ: أَن تشرب يوم وِرْدِها وتَصْدُرَ يومها ذلك وتَظَلّ بعد ذلك اليوم في المَرْعى ثلاثة أَيام سوى يوم الصَّدَرِ، وتَرد اليوم الرابع، وذلك الخِمْس. قال: ويقال فلاة خِمْسٌ إِذا انتاط وِرْدُها حتى يكون وِرْدُ النَّعَمِ اليومَ الرابع سوى اليوم الذي شربت وصدرت فيه. ويقال: خِمْسٌ بَصْباصٌ وقَعْقاع وحَثْحاتٌ إِذا لم يكن في سيرها إِلى الماء وَتِيرَة ولا فُتُور لبُعده. غيره: الخِمْسُ اليوم الخامس من صَدَرها يعني صَدَر الواردة. والسِّدْسُ: الوِرْدُ يوم السادس. وقال راويةُ الكميت: إِذا أَراد الرجلُ سفراً بعيداً عَوّد إِبله أَن تشرب خِمْساً ثم سِدْساً حتى إِذا دَفَعَتْ في السير صَبَرَتْ؛ وقول العجاج: وإِن كُوي من قَلِقاتِ الخُرْتِ خِمْسٌ كحَبلِ الشَّعَر المُنْحَتِّ، ما في انْطِلاقِ رَكْبه من أَمْتِ أَراد: وإِن طُوي من إِبل قَلِقاتِ الخُرْتِ خِمْسٌ. قال: والخمس ثلاثة أَيام في المرعى ويوم في الماء، ويحسب يوم الصَّدَر. فإِذا صَدَرَت الإِبل حسب ذلك اليوم فيُحْسَب يومُ تَرِدُ ويومُ تَصْدُرُ. وقوله كحبل الشعر المنحت، يقال: هذا خِمْسٌ أَجْرَدُ كالحبل المُنْجَرِدِ. من أَمت: من اعوجاج. والتَخْمِيسُ في سقي الأَرض: السَّقْيَةُ التي بعد التربيع. وخَمَسَ الحَبْلَ يَخْمِسُه خَمْساً: فتله على خَمْسِ قُوًى. وحَبْلٌ مَخْموسٌ أَي من خَمْس قُوًى. ابن شميل: غلام خُماسِيٌّ ورُباعِيٌّ: طال خمسَة أَشبار وأَربعة أَشبار، وإِنما يقال خُماسِيٌّ ورباعي فيمن يزداد طولاً، ويقال في الثوب سُباعيٌّ. قال الليث: الخُماسيُّ والخُماسِيَّةُ من الوصائف ما كان طوله خمسة أَشبار؛ قال: ولا يقال سُداسِيٌّ ولا سُباعي إِذا بلغ ستة أَشبار وسبعة، قال: وفي غير ذلك الخُماسيُّ ما بلغ خمسة، وكذلك السُّداسِيُّ والعُشارِيُّ. قال ابن سيده: وغلام خُماسيٌّ طوله خمسة أَشبار؛ قال: فوقَ الخُماسِيِّ قليلاً يَفْضُلُهُ، أَدْرَكَ عَقْلاً، والرِّهانُ عَمَلُهْ والأُنثى خُماسِيَّةٌ. وفي حديث خالد: أَنه سأَل عمن يشتري غلاماً تامّاً سَلَفاً فإِذا حَلَّ الأَجلُ قال خذ مني غلامين خُماسِيَّين أَو عِلْجاً أَمْرَدَ، قال: لا بأْس؛ الخُماسِيَّان طولُ كل واحد منهما خمسة أَشبار ولا يقال سداسي ولا سباعي ولا في غير الخمسة لأَنه إِذا بلغ سبعة أَشبار صار رجلاً. وثَوب خُماسِيٌّ وخَمِيسٌ ومَخْموسٌ: طوله خمسة؛ قال عبيد يذكر ناقته: هاتِيكَ تَحْمِلُني وأَبْيَضَ صارِماً، ومُذَرِّباً في مارِنٍ مَخْموسِ يعني رُمْحاً طولُ مارِنه خَمْسُ أَذرع. ومنه حديث معاذ: ائتوني بخَمِيسٍ أَو لَبِيسٍ آخذه منكم في الصدقة؛ الخَمِيسُ: الثوب الذي طوله خمس أَذرع، كأَنه يعني الصغير من الثياب مثل جريح ومجروح وقتيل ومقتول، وقيل: الخَمِيسُ ثوب منسوب إِلى مَلِكٍ كان باليمن أَمر أَن تعمل هذه الأَردية فنسبت إِليه. والخِمْسُ: ضرب من برود اليمن؛ قال الأَعشى يصف الأَرض: يوماً تَراها كشِبْهِ أَرْدِيَةِ الْـ *** ـخِمْسِ، ويوماً أَدِيمَها نَغِلا وكان أَبو عمرو يقول: إِنما قيل للثوب خَمِيسٌ لأَن أَول من عمله ملك باليمن يقال له الخِمْسُ، بالكسر، أَمر بعمل هذه الثياب فنسبت إِليه. قال ابن الأَثير: وجاء في البخاري خَمِيصٌ، بالصاد، قال: فإِن صحت الرواية فيكون مُذَكَّرَ الخَمِيصَةٍ، وهي كساء صغير فاستعارها للثوب. ويقال: هما في بُرْدَةٍ أَخْماسٍ إِذا تقارنا واجتمعا واصطلحا؛ وقوله أَنشده ثعلب: صَيَّرَني جُودُ يديه، ومن أَهْواه، في بُرْدَةِ أَخْماسِ فسره فقال: قَرَّبَ بيننا حتى كأَني وهو في خمس أَذرع. وقال في التهذيب: كأَنه اشترى له جارية أَو ساق مهر امرأَته عنه. قال ابن السكيت: يقال في مَثَلٍ: لَيْتَنا في بُرْدَةٍ أَخْماسٍ أَي ليتنا تَقارَبْنا، ويراد بأَخماس أَي طولُها خمسة أَشبار، والبُرْدَة: شَمْلَة من صوف مُخَطَّطَة، وجمعها البُرَدُ. ابن الأَعرابي: هما في بُرْدَةٍ أَخماس، يفعلان فعلاً واحداً يشتبهان فيه كأَنهما في ثوب واحد لاشتباههما. والخَمِيسُ: من أَيام الأُسبوع معروف، وإِنما أَرادوا الخامِسَ ولكنهم خَصوه بهذا البناء كما خصوا النجم بالدَّبَرانِ. قال اللحياني: كان أَبو زيد يقول مَضى الخميسُ بما فيه فيفرد ويذكر، وكان أَبو الجرَّاح يقول: مضى الخميس بما فيهن فيجمع ويؤَنث يخرجه مخرج العدد، والجمع أَخْمِسة وأَخْمِساء وأَخامِسُ؛ حكيت الأَخيرة عن الفراء، وفي التهذيب: وخُماسَ ومَخْمَس كما يقال تُناءَ ومَثْنى ورُباعَ ومَرْبَع. وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي: لا تك خَمِيساً أَي ممن يصوم الخميس وحده. والخُمْسُ والخُمُسُ والخِمْسُ: جزء من خمسة يَطَّرِِدُ ذلك في جميع هذه الكسور عند بعضهم، والجمع أَخْماس. والخَمْسُ: أَخذك واحداً من خمسة، تقول: خَمَسْتُ مال فلان. وخَمَسَهم يَخْمُسُهم بالضم خَمْساً: أَخذ خُمْسَ أَموالهم، وخَمَسْتُهم أَخْمِسُهم، بالكسر، إِذا كنتَ خامِسَهم أَو كملتهم خمسة بنفسك. وفي حديث عَدِيّ بن حاتم: رَبَعْتُ في الجاهلية وخَمَسْتُ في الإِسلام، يعني قُدْتُ الجيشَ في الحالين لأَن الأَمير في الجاهلية كان يأْخذ الرُّبُع من الغنيمة، وجاءَ الإِسلامُ فجعله الخَمْسَ وجعل له مصارف، فيكون حينئد من قولهم رَبَعْتُ القوم وخَمَسْتُهم مخففاً إِذا أَخذت رُبْع أَموالهم وخُمْسَها، وكذلك إِلى العشرة. والخَمِيسُ: الجَيْشُ، وقيل: الجيش الجَرَّارُ، وقيل: الجَيْشُ الخَشِنُ، وفي المحكم: الجَيْشُ يَخْمِسُ ما وَجَدَه، وسمي بذلك لأَنه خَمْسُ فِرَقٍ: المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والساقةُ؛ أَلا ترى إِلى قول الشاعر: قد يَضْرِبُ الجيشَ الخَمِيسُ الأَزْوَرا فجعله صفة. وفي حديث خيبر: محمدٌ والخَمِيس أَي والجيش، وقيل: سمي خَمِيساً لأَنه تُخَمَّس فيه الغنائم، ومحمد خبر مبتدإٍ أَي هذا محمد. ومنه حديث عمرو بن معد يكرب: هم أَعْظَمُنا خَمِيساً أَي جيشاً. وأَخْماسُ البَصْرة خمسة: فالخُمْس الأَول العالية، والخُمْسُ الثاني بَكْر بن وائل، والخُمْسُ الثالث تميم، والخُمْسُ الرابع عبد القيس، والخُمْسُ الخامس الأَزْدُ. والخِمْسُ: قبيلة؛ أَنشد ثعلب: عادَتْ تميمُ بأَحْفى الخِمْسِ، إِذ لَقِيَتْ إِحْدى القَناطِرِ لا يُمْشى لها الخَمَرُ والقناطر: الدواهي. وقوله: لا يمشي لها الخمر يعني أَنهم أَظهروا لهم القتال. وابنُ الخِمْسِ: رجل؛ وأَما قول شَبِيبِ بن عَوانَة: عَقِيلَةُ دَلاَّهُ لِلَحْدِ ضَريحِه، وأَثوابُه يَبْرُقْنَ والخِمْسُ مائجُ فعقيلةُ والخِمسُ: رجلان، وفي حديث الحجاج: أَنه سأَل الشَعْبيَّ عن المُخَّمَسَة، قال: هي مسأَلة من الفرائض اختلف فيها خمسة من الصحابة: علي وعثمان وابن مسعود وزيد وابن عباس، رضي اللَّه عنهم، وهي أُم وأُخت وجد.
خنس: الخُنُوس: الانقباضُ والاستخفاء. خَنَسَ من بين أَصحابه يَخْنِسُ ويَخْنُسُ، بالضم، خُنُوساً وخِناساً وانْخَنَس: انقبض وتأَخر، وقيل: رجع. وأَخْنَسَه غيره: خَلَّفَه ومَضَى عنه. وفي الحديث: الشيطان يُوَسْوِسُ إِلى العبد فإِذا ذكَرَ اللَّه خَنَسَ أَي انقبض منه وتأَخر. قال الأَزهري: وكذا قال الفراء في قوله تعالى: من شر الوسواس الخناس؛ قال: إِبليس يوسوس في صدور الناس، فإِذا ذكر اللَّه خَنَسَ، وقيل: إِن له رأْساً كرأْس الحية يَجْثُمُ على القلب، فإِذا ذكر اللَّه العبد تنحى وخنَسَ، وإِذا ترك ذكر اللَّه رجع إِلى القلب يوسوس، نعوذ باللَّه منه. وفي حديث جابر: أَنه كان له نخل فَخَنَسَت النخلُ أَي تأَخرت عن قبول التلقيح فلم يؤثر فيها ولم تحمل تلك السنة. وفي حديث الحجاج: إن الإِبل ضُمَّزٌ خُنَّسٌ ما جُشِّمَتْ جَشِمَتْ؛ الخُنَّسُ جمع خانس أَي متأَخر، والضُمَّزٌ جمع ضامز، وهو الممسك عن الجِرَّة، أَي أَنها صوابر على العطش وما حَمَّلْتَها حَمَلَتْه؛ وفي كتاب الزمخشري: حُبُسٌ، بالحاء والباء الموحدة بغير تشديد. الأَزهري: خَنَسَ في كلام العرب يكون لازماً ويكون متعدياً. يقال: خَنَسْتُ فلاناً فَخَنَسَ أَي أَخرته فتأَخر وقبضته فانقبض وخَنَسْته أَكثر. وروى أَبو عبيد عن الفراء والأُمَوِيِّ: خَنَسَ الرجل يَخْنِسُ وأَخْنَسْتُه، بالأَلف، وهكذا قال ابن شميل في حديث رواه: يخرج عُنُقٌ من النار فَتَخْنِسُ بالجبارين في النار؛ يريد تدخل بهم في النار وتغيبهم فيها. يقال: خَنَسَ به أَي واراه. ويقال: يَخْنِسُ بهم أَي يغيب بهم. وخَنَسَ الرجل إِذا توارى وغاب. وأَخنسته أَنا أَي خَلَّفْتُه؛ قال الراعي: إِذا سِرْتُمُ بين الجُبَيْلَيْنِ ليلةً، وأَخْنَسْتُمُ من عالِجٍ كَدَّ أَجْوَعا الأَصمعي: أَخنستم خَلَّفْتُم، وقال أَبو عمرو: جُزْتم، وقال: أَخَّرْتُمْ. وفي حديث كعب: فتَخْنِسُ بهم النارُ. وحديث ابن عباس: أَتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فأَقامني حذاءة فلما أَقبل على صلاته انْخَنَسْتُ. وفي حديث أَبي هريرة: أَن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في بعض طُرُق المدينة قال: فانْخَنَسْتُ منه، وفي رواية: اخْتَنَسْتُ، على المطاوعة بالنون والتاء، ويروى: فانْتَجَشْتُ، بالجيم والشين. وفي حديث الطُّفَيْل: فَخَنَسَ عني أَو حَبَسَ، قال: هكذا جاء بالشك. وقال الفراء: أَخْنَسْتُ عنه بعضَ حقه، فهو مُخنَسٌ، أَي أَخَّرْته؛ وقال البعِيثُ: وصَهْباء من طُولِ الكَلالِ زَجَرْتُها، وقد جَعَلَتْ عنها الأَخيرَةُ تَخْنِسُ قال الأَزهري: وأَنشدني أَبو بكر الإِيادي لشاعر قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأَنشده من أَبيات: وإِن دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعفُ تَكَرُّماً، وإِن خَنَسُوا عنك الحديثَ فلا تَسَلْ وهذا حجَّة لمن جعل خَنَس واقعاً. قال: ومما يدل على صحة هذه اللغة ما رويناه عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال: الشهر هكذا وهكذا، وخَنَسَ إِصْبَعَه في الثالثة أَي قَبَضَها يعلمهم أَن الشهر يكون تسعاً وعشرين؛ وأَنشد أَبو عبيد في أَخْنَسَ وهي اللغة المعروفة: إِذا ما القَلاسي والعَمائِمُ أُخْنِسَتْ، ففيهن عن صَلْعِ الرجالِ حُسُورُ الأَصمعي: سمعت أَعرابيّاً من بني عُقَيْلٍ يقول لخادم له كان معه في السفر فغاب عنهم: لِمَ خَنَسْتَ عنا؟ أَراد: لم تأَخرت عنا وغبت ولم تواريْت؟ والكواكبُ الخُنَّسُ: الدَّراري الخمسةُ تَخْنُسُ في مَجْراها وترجع وتَكْنِسُ كما تَكْنِسُ الظباء وهي: زُحَلٌ والمُشْتَرِي والمِرِّيخ والزُّهَرَة وعُطارِدُ لأَنها تَخْنِس أَحياناً في مَجْراها حتى تخفى تحت ضوء الشمس وتَكْنِسُ أَي تستتر كما تَكْنِسُ الظِّباء في المَغارِ، وهي الكِناسُ، وخُنُوسها استخفاؤها بالنهار، بينا نراها في آخر البرج كَرَّتْ راجعةً إِلى أَوّله؛ ويقال: سميت خُنَّساً لتأَخرها لأَنها الكواكب المتحيرة التي ترجع وتستقيم؛ ويقال: هي الكواكب كلها لأَنها تَخْنِسُ في المَغِيب أَو لأَنها تخفى نهاراً؛ ويقال: هي الكواكب السَّيَّارة منها دون الثابتة. الزجاج في قوله تعالى: فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ الجَوارِ الكُنَّسِ؛ قال: أَكثر أَهل التفسير في الخُنَّسِ أَنها النجوم وخُنُوسُها أَنها تغيب وتَكْنِسُ تغيب أَيضاً كما يدخل الظبي في كناسِهِ. قال: والخُنَّسُ جمع خانس. وفرس خَنُوسٌ: وهو الذي يعدل، وهو مستقيم في حُضْرِه، ذات اليمين وذات الشمال، وكذلك الأُنثى بغير هاء، والجمع خُنُسٌ والمصدر الخَنْسُ، بسكون النون. ابن سيده: فرس خَنُوس يستقيم في حُضْره ثم يَخْنِسُ كأَنه يرجع الَقهْقَرى. والخَنَسُ في الأَنف: تأَخره إِلى الرأْس وارتفاعه عن الشفة وليس بطويل ولا مُشْرِف، وقيل: الخَنَسُ قريب من الفَطَسِ، وهو لُصُوق القَصَبة بالوَجْنَةِ وضِخَمُ الأَرْنَبَةِ، وقيل: انقباضُ قَصَبَة الأَنف وعِرَض الأَرنبة، وقيل: الخَنَسُ في الأَنف تأَخر الأَرنبة في الوجه وقِصَرُ اَلأنف، وقيل: هو تأَخر الأَنف عن الوجه مع ارتفاع قليل في الأَرنبة؛ والرجل أَخْنَسُ والمرأَة خَنْساءُ، والجمع خُنْسٌ، وقيل: هو قِصَرُ الأَنف ولزوقه بالوجه، وأَصله في الظباء والبقر، خَنِسَ خَنَساً وهو أَخْنَسُ، وقيل: الأَخْنس الذي قَصُرَتْ قَصَبته وارتدَّت أَرنبته إِلى قصبته، والبقر كلها خُنْسٌ، وأَنف البقر أَخْنَسُ لا يكون إِلا هكذا، والبقرة خَنْساءُ، والتُّرك خُنْسٌ؛ وفي الحديث: تقاتلون قوماً خُنْسَ الآنُفِ، والمراد بهم الترك لأَنه الغالب على آنافهم وهو شِبْهُ الفَطَسِ؛ ومنه حديث أَبي المِنْهال في صفة النار: وعقارب أَمثال البغال الخُنُسِ. وفي حديث عبد الملك بن عمير: واللَّه لفُطْسٌ خُنْسٌ، بزُبْدٍ جَمْسٍ، يغيب فيها الضَّرْسُ؛ أَراد بالفُطْسِ نوعاً من التمر تمر المدينة وشبهه في اكتنازه وانحنائه بالأُنوف الخُنْسِ لأَنها صغار الحب لاطِئَة الأَقْماعٍ؛ واستعاره بعضهم للنَّبْل فقال يصف درعاً: لها عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً، وتهْزَأْ بالمَعابِلِ والقِطاعِ ابن الأَعرابي: الخُنُسُ مأْوى الظباء، والخُنُسُ: الظباء أَنفُسُها. وخَنَسَ من ماله: أَخذَ. الفراء: الخِنَّوسُ، بالسين، من صفات الأَسد في وجهه وأَنفه، وبالصاد ولد الخنزير. وقال الأَصمعي: ولد الخنزير يقال له الخِنَّوْسُ؛ رواه أَبو يعلى عنه. والخَنَسُ في القدم: انبساط الأَخْمَصِ وكثرة اللحم، قَدَمٌ خَنْساء. والخُناسُ: داء يصيب الزرع فَيَتَجَعثَنُ منه الحَرْثُ فلا يطول. وخَنْساءُ وخُناسُ وخُناسى، كله: اسم امرأَة. وخُنَيْس: اسم. وبنو أَخْنَس: حَيّ. والثلاث الخُنَّس: من ليالي الشهر، قيل لها ذلك لأَن القمر يَخْنِسُ فيها أَي يتأَخر؛ وأَما قول دُرَيْد بن الصِّمَّة: أَخُناسُ، قَدْ هامَ الفؤادُ بكُمْ، وأَصابه تَبْلٌ من الحُبِّ يعني به خَنْساء بنت عمرو بن الشَّرِيد فغيَّره ليستقيم له وزْنُ الشعر.
خنبس: الخُنابِسُ: القديم الشديد الثابت؛ قال القطامي: وقالوا: عليكَ ابنَ الزُّبَيْرِ فَلُذْ به، أَبَى اللَّهُ أَن أُخْزَى وعِزٌّ خُنابِسُ كان القطامي هجا قوماً من الأَزْدِ فخاف منهم فقال له من يشير عليه: اسْتَجِرْ بابن الزبير وخذ منه ذمة تأْمن بها ما تخافه منهم، فقال مجيباً لمن أَشار عليه بهذا: أَبَى اللَّه أَن أُذلّ نفسي وأُهينها وعِزُّ قومي قديم ثابت. وأَسد خُنابِسٌ: جريء شديد، والأُنثى خُنابِسَةٌ. وينقال: خُنابِسٌ غليظ وخَنْبَسَتُه ترارَتُه، ويقال: مِشْيَتُه، والخُنابِسَة الأُنثى، وهي التي استبان حملها. والخُنابِسُ من الرجال: الضَّخْمُ الذي تعلوه كراهة من رجال خُنابِسِين؛ وأَنشد الإِياديّ: ليثٌ يَخافُكَ خَوْفَه، جَهْمٌ ضُبارِمَةٌ خُنابِسْ والخُنابِسُ: الكريه المَنْظَرِ. وليل خُنابِسٌ: شديد الظلمة. والخَنَّبُوسُ: الحجر القَدَّاح.
خنبلس: الأَزهري في الخماسي: الخَنْبَلُوسُ حَجَرُ القَدَّاحِ.
خندرس: تمر خَنْدَرِيسٌ: قديم، وكذلك حِنْطَة خَنْدَرِيس. والخَنْدَرِيسُ: الخمر القديمة؛ قال ابن دريد: أَحسبه معرباً سميت بذلك لقدمها؛ ومنه حِنْطَة خَنْدَريسٌ للقديمة.
خندلس: ناقة خَنْدَلِسٌ: كثيرة اللحم.
خنعس: الخَنْعَسُ: الضَّبُعُ؛ قال: ولولا أَمِيري عاصِم لتَثَوَّرَتْ، مع الصُّبحِ عن قُورِ ابن عَيْساءَ، خَنْعَسُ
خنفس: خَنْفَس عن الأَمر: عَدَلَ. أَبو زيد: خَنْفَسَ الرجل خَنْفَسَةً عن القوم إِذا كرههم وعدل عنهم. والخُنْفَسُ، بالفتح، والخُنْفَساء، بفتح الفاء ممدود: دُوَيْبَة سوداء أَصغر من الجُعَل منتنة الريح، والأُنثى خُنْفَسَة وخُنْفَساء وخُنْفَساءة، وضم الفاءِ في كل ذلك لغة. والخُنْفَسُ: الكبير من الخَنافِس. وحكى ثعلب: هؤلاء ذوات خُنْفَسٍ قد جاءني، إِذا جعلت خُنْفَساً اسماً للجنس، ولم يفسره، قال: وأَراه لقباً لرجل. غيره: الخُنْفَساءُ دُوَيبَّة سوداء تكون في أُصول الحيطان. ويقال: هو أَلَحُّ من الخُنْفُساء لرجوعها إِليك كلما رميت بها، وثلاث خُنْفُسَاواتٍ. أَبو عمرو: هو الخُنْفَس للذكر من الخَنافِس، وهو العُنْظُبُ والحُنْظُبُ. الأَصمعي: لا يقال خُنْفُساءة بالهاء: وقال ابن كيسان: إِذا كانت أَلف التأْنيث خامسة حذفت إِذا لم تكن ممدودة في التصغير كقولك خُنْفُساء وخُنَيْفِساء، قال: والذي أُسقط من ذلك حُبارى تقول حُبَيْر كأَنك صغرت حُبار، قال: وربما عوَّضوا منها الهاء فقالوا حُبَيْرَة، ذكره في باب التصغير، ويقال: خِنْفِسٌ للخُنْفُساء لغة أَهل البصرة؛ قال الشاعر: والخِنْفِسُ الأَسْوَدُ من تَجُرُّه مَوَدَّةُ العَقْرَبِ في السِّرِّ وقال ابن دارَةَ: وفي البَرِّ من ذئبٍ وسِمْعٍ وعَقْرَبٍ، وثُرْمُلَةٍ تَسْعَى وخِنْفِسَةٍ تَسْري
خوس: التَخْوِيسُ: التنقيص. وهو أَيضاً ضُمُر البطن. والمُتَخَوِّسُ من الإِبل: الذي ظهر شَحْمُه من السِّمَنِ. ابن الأَعرابي: الخَوْسُ طعن الرماح وِلاءً وِلاء، يقال: خاسَه يَخُوسُه خَوْساً.
خيس: الخَيْسُ، بالفتح: مصدر خاسَ الشيءُ يَخِيسُ خَيْساً تَغَيَّرَ وفَسَد وأَنْتَن. وخاسَتِ الجيفة أَي أَرْوَحَتْ. وخاسَ الطعامُ والبيع خَيْساً: كَسَدَ حتى فسد، وهو من ذلك كأَنه كَسَدَ حتى فسد. قال الليث: يقال للشيء يبقى في موضع فيَفْسُد ويتغير كالجوز والتمر: خائسٌ، وقد خاسَ يَخِيسُ، فإِذا أَنتن، فهو مَغِلٌ، قال: والزاي في الجوز واللحم أَحسن من السين. وخَيَّسَ الشيءَ: لَيَّنَه. وخيَّسَ الرجلَ والدابة تَخْيِيساً وخاسَهما: ذللهما. وخاسَ هو: ذَلَّ ويقال: إِنْ فعل فلان كذا فإِنه يُخاسُ أَنْفُه أَي يُذَلُّ أَنفه. والتَّخْيِيس: التذليل. الليث: خُوسَ المُتَخَيِّسُ وهو الذي قد ظهر لحمه وشحمه من السمن. وقال الليث: الإِنسان يُخَيَّسُ في المُخَيَّسِ حتى يبلغ شدّة الغمّ والأَذَى ويذلّ ويهان، يقال: قد خاسَ فيه. وفي الحديث: أَن رجلاً سار معه على جمل قد نَوَّقَه وخَيَّسه؛ أَي راضه وذلله بالركوب. وفي حديث معاوية: أَنه كتب إِلى الحسين بن علي، رضوان اللَّه عليه: إِني لم أَكِسْك ولم أَخِسْك أَي لم أُذِلَّكَ ولم أُهِنْكَ ولم أُخْلِفْكَ وَعْداً. ومنه المُخَيَّسُ وهو سِجْنٌ كان بالعراق؛ قال ابن سيده: والمُخَيَّسُ السجن لأَنه يُخَيِّسُ المحبوسين وهو موضع التذليل، وبه سمي سجن الحجاجك مُخَيَِّساً، وقيل: هو سجن بالكوفة بناه أَمير المؤمنين علي بن أَبي طالب، رضوان الله عليه. وفي حديث علي: أَنه بنى حَبْساً وسماه المُخَيَّسَ؛ وقال: أَما تَراني كَيِّساً مُكَيّسا، بَنَيْتُ بعد نافِعٍ مُخَيَّسا باباً كبيراً وأَمِيناً كُيِّسا نافع: سجن بالكوفة كان غير مستوثق البناء، وكان من قَصَب فكان المحبوسون يَهْرُبُون منه، وقيل: إِنه نقب وأُفْلِتَ منه المُحَبَّسون فهدمه علي، رضي اللَّه عنه، وبنى المُخَيَّسُ لهم من مَدَرٍ. وكل سجن مُخَيَّسٌ ومُخَيَّسٌ أَيضاً؛ قال الفرزدق: فلم يَبْقَ إِلا داخِرٌ في مُخَيَّسٍ، ومُنْجَحِرٌ في غيرِ أَرْضِكَ في جُحْرِ والإِبل المُخَيَّسَةُ: التي لم تُسَرَّحْ، ولكنها خُيِّسَتْ للنحر أَو القَسْم؛ وأَنشد للنابغة: والأُدْمُ قد خُيِّسَتْ فُتْلاً مَرافِقُها، مَشدودةً برحالِ الحِيرَةِ الجُدُدِ وقال أَبو بكر في قولهم: دَعْ فلاناً يَخِيسُ، معناه دعه يلزم موضعه الذي يلازمه، والسجن يسمى مُخَيَّساً لأَنه يُخَيَّسُ فيه الناس ويُلْزَمُون نزوله. والمُخَيَّسُ، بالفتح: موضع التخييس، وبالكسر: فاعله. وخاس الرجلَ خَيْساً: أَعطاه بسِلْعَتِه ثمناً مّا ثم أَعطاه أَنقص منه، وكذلك إِذا وعده بشيء ثم أَعطاه أَنقص مما وعده به. وخاسَ عَهْدَه وبعهده: نقضه وخانه. وخاسَ فلانٌ ما كان عليه أَي غَدَرَ به. وقال الليث: خاسَ فلانٌ بوعده يَخِيسُ إِذا أَخلف، وخاسَ بعهده إِذا غَدَر ونَكَثَ. الجوهري: خاسَ به يَخِيسُ ويَخُوس أَي غدر به، وفي الحديث: لا أَخِيسُ بالعهد؛ أَي لا أَنقضه. والخَيْسُ: الخير. يقال: ما لَه قَلَّ خَيْسُه. والخَيْسُ: الغم، يقال للصبي: ما أَظرفه قَلَّ خَيْسُه أَي قل غمه؛ وقال ثعلب: معنى قَلَّ خَيْسُه قلت حركته، قال: وليست بالعالية. والخِيْسُ: الدَّرُّ، قال أَبو منصور: وروى عمرو عن أَبيه في قول العرب أَقَلَّ اللَّهُ خِيسَه أَي دَرَّه، وعُرِضَ على الرياشي يدعو العربُ بعضُهم لبعض فيقول: أَقَلَّ اللَّه خِيسَكَ أَي لَبَنَكَ، فقال: نعم العرب تقول هذا إِلا أَن الأَصمعي لم يعرفه. وروي عن أَبي سعيد أَنه قال: قَلَّ خَيسُ فلان أَي قَلَّ خَطَؤُه. ويقال: أَقْلِلْ من خَيسِك أَي من كذبك. والخِيسُ، بالكسر، والخِيسَةُ: الشجر الكثير الملتف. وقال أَبو حنيفة: الخِيسُ والخِيسَةُ المجتمع من كل الشجر. وقال مرة: هو الملتف من القَصَبِ والأَشاء والنَخْلِ؛ هذا تعبير أَبي حنيفة، وقيل: لا يكون خيْساً حتى تكون فيه حَلْفاء. والخِيسُ: مَنْبِتُ الطَّرْفاء واَنواع الشجر. وخِيسٌ أَخْيَسُ: مستحكِم؛ قال: أَلْجأَهُ لَفْحُ الصِّبا وأَدْمَسا، والطَّلُّ في خِيسِ أَراطى أَخْيَسا وجَمْعُ الخِيسِ أَخْياسٌ. وموضع الأَسد أَيضاً: خِيسٌ، قال الصَّيْداويُّ: سأَلت الرِّياشي عن الخِيسة فقال: الأَجَمَة؛ وأَنشد: لِحاهُمُ كأَنها أَخْياسُ ويقال: فلان في عِيصٍ أَخْيَسَ أو عددٍ أَخْيَسَ أَي كثير العدد؛ وقال جَنْدَل: وإِنَّ عِيصي عِيصُ عِزٍّ أَخْيَسُ، أَلَفُّ تَحْمِيهِ صَفاةٌ عِرْمِسُ أَبو عبيد: الخِيسُ الأَجَمَة، والخِيسُ: ما تَجَمَّع في أُصول النخلة مع الأَرض، وما فوق ذلك الركائب. ومُخَيَّس: اسم صنم لبني القَيْنِ.
دبس: الدَّبْسُ والدِّبْسُ: الكثير. ابن الأَعرابي: الدَّبِْسُ الجمع الكثير من الناس. ويقال: مال دَِبْسٌ ورَبْسٌ أَي كثير، بالراء. والدِّبْسُ والدِّبِسُ: عَسَلُ التمر وعُصارته، وقال أَبو حنيفة: هو عُصارة الرُّطَب من غير طبخ، وقيل: هو ما يسيل من الرطب. والدَّبُوسُ: خُلاصة التمر تلقى في السمن مطيبة للسمن. والدُّبْسَةُ: لونٌ في ذوات الشعر أَحمرُ مُشْرَبٌ. والأَدْبَسُ من الطير والخيل: الذي لونه بين السواد والحمرة، وقد ادْبَسَّ ادْبِساساً. والدُّبْسَةُ: حُمْرَةٌ مُشْرَبَةٌ سواداً، وقد ادْباسَّ وهو أَدْبَسُ، يكون في الشاء والخيل. والدَّبْسُ: الأَسْوَدُ من كل شيء ! وادْباسَّتِ الأَرضُ: اختلط سوادُها بخُضْرَتها. وقال أَبو حنيفة: أَدْبَسَت الأَرض رؤي أَول سواد نبتها، فهي مُدْبِسَةٌ. والدُّبْسِيُّ: ضرب من الحمام جاء على لفظ المنسوب وليس بمنسوب، قال: وهو منسوب إِلى طير دُبْسٍ، ويقال إِلى دِبْسِ الرُّطَبِ لأَنهم يغيرون في النسب ويضمون الدال كالدُّهْريِّ والسُهْليِّ. وفي الحديث: أَن أَبا طلحة كان يصلي في حائط له فطار دُبْسِيٌّ فأَعجبه؛ قال: هو طائر صغير قيل هو ذكر اليمام. وجاءَ بأُمور دُبْسٍ أَي دَواهٍ مُنْكَرَة، وأَنكر ذلك على أَبي عبيد فقال: إِنما هو رُبْس، ويقال للسماء إِذا مَطَرَتْ، وفي التهذيب إِذا خالت للمطر: دُرِّي دُبَسُ؛ عن ابن الأَعرابي، ولم يفسره بأَكثر من هذا؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه إِنما سميت بذلك لاسودادها بالغيم. ودَبَّسَ الشيءَ واراه؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: إِذا رآه فَحْلُ قومٍ دَبَّسا وأَنشد أَيضاً لِرَكَّاضٍ الدُّبَيْريّ: لا ذَنْبَ لي إِذ بِنْتُ زُهْرَةَ دَبَّسَتْ بغيرِك أَلْوَى، يُشْبِهُ الحقَّ باطِلُهْ ودَبَّسْتُه: وارَيْتُه. والدَّبُّوس: معروف. والدِّبَاساتُ، بتخفيف الباء: الخلايا الأَهليةُ؛ عن أَبي حنيفة. والدَّبَاساءُ، ممدود: إِناث الجراد، واحدتها دَِباساءَةٌ،،؛ وقول لَقِيط بن زُرارَةَ: لو سَمِعُوا وَقْعَ الدَّبابيسِ واحدها دَبُّوسٌ، قال: وأُراه معرَّباً.
دبخس: الدُّبَّخْسُ: الضخم: مثل به سيبويه وفسره السيرافي.
دحس: دَحَسَ بين القوم دَحْساً: أَفسد بينهم، وكذلك مَأَسَ وأَرَّشَ. قال الأَزهري: وأَنشد أَبو بكر الإِيادي لأَبي العلاء الحَضْرَميّ أَنشده للنبي، صلى اللَّه عليه وسلم: وإِن دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعْفُ تَكَرُّماً، وإِن خَنَسُوا عنك الحديثَ فلا تَسَلْ قال ابن الأَثير: يروى بالحاء والخاء، يريد: إِن فعلوا الشر من حيث لا تعلمه. ودَحَسَ ما في الإِناء دَحْساً: حَساه. والدَّحْسُ: التَدْسِيسُ للأُمور تَسْتَبْطِنُها وتطلبها أَخفى ما تقدر عليه، ولذلك سميت دُودَةٌ تحت التراب: دَحَّاسَةً. قال ابن سيده: الدَّحَّاسَة دودة تحت التراب صفراء صافية لها رأْس مُشَعَّب دقيقة تشدّها الصبيان في الفخاخ لصيد العصافير لا تؤْذي، وهي في الصحاح الدَّحَّاسُ، والجمع الدَّحاحِيسُ؛ وأَنشد في الدَحْسِ بمعنى الاستبطان للعجاج يصف الحُلَفاءَ: ويَعْتِلُونَ مَن مَأَى في الدَّحْسِ وقال بعض بني سُلَيم: وِعاء مَدْحُوس ومَدْكُوسٌ ومَكْبُوسٌ بمعنى واحد. قال الأَزهري: وهذا يدل على أَن الدَّيْحَسَ مثلُ الدَّيْكَسِ، وهو الشي الكثير. والدَّحْسُ: أَن تدخل يدك بين جلد الشاة وصِفاقها فتَسْلَخَها. وفي حديث سَلْخِ الشاة: فَدَحَسَ بيده حتى توارت إِلى الإِبط ثم مضى وصلى ولم يتوضأْ؛ أَي دَسَّها بين الجلد واللحم كما يفعل السَّلاَّخُ. ودَحَسَ الثوبَ في الوعاء يَدْحَسُه دَحْساً: أَدخله؛ قال: يَؤُرُّها بِمُسْمَعِدِّ الجَنْبَيْنْ، كما دَحَسْتَ الثوبَ في الوِعاءَيْنْ والدَّحْسُ: امتِلاء أَكِمَّةِ السُّنْبُل من الحَبِّ، وقد أَدْحَسَ. وبيتٌ دِحاسٌ: ممتلئ. وفي حديث جرير: أَنه جاء إِلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت مَدْحُوسٍ من الناس فقام بالباب، أَي مملوء. وكل شيء ملأْته، فقد دَحَسْتَه. قال ابن الأَثير: والدَّحْسُ والدَّسُّ متقاربان. وفي حديث طلحة: أَنه دخل عليه داره وهي دِحاسٌ أَي ذاتِ دِحاسٍ، وهو الامتلاء والزحام. وفي حديث عطاء: حَقٌّ على الناس أَن يَدْحَسُوا الصفوف حتى لا يكون بينهم فُرَجٌ أَي يَزْدَحِمُوا ويَدُسُّوا أَنفسهم بين فُرَجِها، ويروى بالخاء، وهو بمعناه. والدَّاحِسُ: من الوَرَم ولم يُحَدِّدُوه؛ وأَنشد أَبو عليّ وبعض أَهل اللغة: تَشاخَصَ إِبْهاماكَ، إِن كنتَ كاذِباً، ولا بَرِئا من داحِسٍ وكُناعِ وسئل الأَزهري عن الدَّاحِسِ فقال: قَرْحَةٌ تخرج باليد تسمى بالفارسية بَرْوَرَهْ. وداحِسٌ: موضع. وداحِسٌ: اسم فرس معروف مشهور، قال الجوهري: هو لقَيْسِ بن زُهَير بن جَذِيمة العَبْسي ومنه حرب داحِسٍ، وذلك أَنَّ قَيْساً هذا وحُذَيْفَةَ بنَ بدرٍ الذُّبْياني ثم الفَزاري تراهَنا على خَطَرٍ عشرين بعيراً، وجعلا الغابة مائة غَلْوَةٍ، والمِضْمارَ أَربعين ليلة، والمَجْرى من ذات الإِصادِ، فأَجرى قَيْسٌ داحِساً والغَبْراءَ ، وأَجرى حذيفة الخَطَّارَ والحَنْفاء فوضعت بنو فزارَة رَهْطُ حذيفة. كَمِيناً على الطريق فردوا الغبراء ولَطَمُوها، وكانت سابقة، فهاجت الحرب بين عَبْس وذُبْيان أَربعين سنة.
دحمس: الدَّحْسَمُ والدَّحْمَسُ: العظيم مع سواد. ودَحْمَسَ الليلُ: أَظلم. وليلٌ دَحْمَسٌ: مظلم؛ قال: وادَّرِعِي جِلبابَ ليلٍ دَحْمَسِ، أَسْوَدَ داجٍ مثلَ لَونِ السُّنْدُسِ الأَزهري: ليال دَحامِسُ مظلمة. وفي حديث حمزة ابن عمرو: في ليلة ظلماء دَحْمَسَةٍ أَي مظلمة شديدة الظلمة. أَبو الهيثم: يقال لليالي الثلاث التي بعد الطُّلَم حَنادِسُ، ويقال: دَحامِسُ. والدُحْمُسان: الآدَمُ السمين، وقد يقلب فيقال دُحْسُمانٌ. وفي الحديث: كان يبايع الناسَ وفيهم رجل دُحْسُمانٌ أَي أَسود سمين.
دخس: الدَّخَسُ: داءٌ يأْخذ في قوائم الدابة، وهو وَرَمٌ يكون في أُطْرَةِ حافر الدابة، وقد دَخِسَ، فهو دَخِسٌ. وفرس دَخِسٌ: به عيبٌ. والدَّخِيسٌ: اللحم الصُّلْبُ المُكْتَنِزُ. والدَّخِيسُ: باطن الكف. والدَّخِيسُ من الحافر: ما بين اللحم والعَصَب، وقيل: هو عظم الحَوْشَبِ، وهو مَوْصِل الوَظِيفِ في رُسْغِ الدابة. ابن شميل: الدَّخِيسُ عظم في جوف الحافر كأَنه ظِهارَة له، والحَوْشَبُ عُظَيْم الرسغ. والدَّخْسُ والدَّخِيس: الإِنسان التارُّ المكتنز غيرَ جدّ جسيمٍ. وامرأَة مُدْخِسَةٌ: سمينة كأَنها دَخْسٌ. وكل ذي سِمَنٍ دَخِيسٌ. قال: ودَخِيسُ اللحم مُكْتَنِزه؛ وأَنشد: مَقْذُوفَةٍ بِدَّخِيسِ النَّحْضِ بازِلُها، له صَريفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ والدَّخِيسُ: اللحم المكتنز. ودَخَسُ اللحم: اكتنازه. والدَّخَسُ: امتلاء العظم من السمن. ودَخَسُ العظمِ: امتلاؤه. والدَّخْسُ: الكثير اللحم الممتلئ العظم، والجمع أَدْخاسٌ؛ وجمل مُداخِسٌ كذلك. وفي التهذيب: جمل مُدْخِسٌ، والجمع مُدْخِسات. والدَّخِيسُ من الناس: العَدَدُ الكثير المجتمع؛ قال العجاجُ: وقد تَرَى بالدار يوماً أَنَسا، جَمَّ الدَّخِيسِ بالثُّغُور أَحْوَسا والدَّخِيسُ: العدد الجَمُّ. وعددٌ دَخِيسٌ ودِخاسٌ: كثير، وكذلك نَعَم دِخاسٌ. ودِرْعٌ دِخاسٌ: متقاربة الحَلَقِ. وبيتٌ دِخاسٌ: ملآنُ، وقد قيل بالحاء. والدَّخْسُ: انْدِساسُ الشيء تحت الأَرض، والدَّواخِسُ والدُّخَّسُ: الأَثافي، من ذلك. ويقال: دَخَسَ فيه أَي دخل فيه؛ وقال الطِّرِمَّاحُ: فكُنْ دُخَساً في البحرِ أَو جُزْ وَراءَهُ إِلى الهِنْدِ، إِن لم تَلْقَ قَحْطانَ بالهِنْدِ
الليث: الدَّخْسُ انْدساسُ شيء تحت التراب كما تُدْخَسُ الأُثْفِيَّة في الرماد، وكذلك يقال للأَثافيّ دَواخِسُ؛ قال العجاج: دَواخِساً في الأَرضِ إِلا شَعَفا والدَّخْسُ: الفَتِيُّ من الدَّبَبَةِ. والدَّخْسُ: ضرب من السمك. وكَلأٌ دَيْخَسٌ: كَثُرَ والتفَّ؛ قال: يَرْعى حَلِيّاً ونَصِيّاً دَيْخَسا قال أَبو حنيفة: وقد يكون الدَّيْخَس في اليبيس. والدَّخِيسُ من أَنْقاء الرمل: الكثير. والدُّخَسُ، مثال الصُّرَدِ: دابة في البحر تنجي الغريق تمكنه من ظهرها ليستعين على السباحة وتسمى الدُّلْفِينَ. وفي حديث سلخ الشاة: فَدَخَسَ بيده حتى توارت إِلى الإِبط، ويروى بالخاء، وهو مذكور في موضعه.
دختنس: دَخْتَنُوسُ: اسم امرأَة، وقيل: اسم لبنت حاجب بن زُرَارَة، ويقال: دَخْتَنُوس ودَخْدَنوس.
دخدنس: دَخْتَنُوس: اسم امرأَة، ويقال: دَخْدَنوسُ، ودَخْدَنوس اسم بنتِ كِسْرى، وأَصل هذا الاسم فارسي عرّب، معناه بنت الهَنِيء، قلبت الشين سيناً لما عُرِّبَ.
دخمس: الدَّخْمَسَةُ والدَّخْمَسُ: الخَبُّ الذي لا يبين لك معنى ما يريد، وقد دَخْمَسَ عليه. وأَمر مُدَخْمَسٌ ومُدَهْمَسٌ إِذا كان مستوراً. وثناء مُدَخْمَسٌ ودِخْماسٌ: ليست له حقيقة، وهو الذي لا يُبَيَّنُ ولا يُجَدُّ فيه؛ أَنشج ابن الأَعرابي: يَقْبَلُون اليَسِيرَ منكَ، ويُثْنُو نَ ثَناءً مُدَخْمَساً دِخْماسا ولم يفسره ابن الأَعرابي. والدُّخامِسُ من الشيء: الرديءُ منه؛ قال حاتم الطائي: شَآمِيَةٌ لم تُتَّخَذْ لِدُخامِسِ الـ *** ـطَّبِيخِ، ولا ذَمَّ الخَلِيطِ المُجاوِرِ والدُّخامِسُ: الأَسْود الضخم كالدُّخامِسِ، وهي قبيلة.
دخنس: الدَّخْنَسُ: الشديد من الناس والإِبل؛ وأَنشد: وقَرَّبوا كلَّ جُلالٍ دَخْنَسِ، عند القِرَى، جُنادِفٍ عَجَنَّسِ، تَرى على هامَتِه كالبُرْنُسِ
درس: دَرَسَ الشيءُ والرَّسْمُ يَدْرُسُ دُرُوساً: عفا. ودَرَسَته الريح، يتعدَّى ولا يتعدَّى، ودَرَسه القوم: عَفَّوْا أَثره. والدَّرْسُ: أَثر الدِّراسِ. وقال أَبو الهيثم: دَرَسَ الأَثَرُ يَدْرُسُ دُروساً ودَرَسَته الريحُ تَدْرُسُه دَرْساً أَي محَتْه؛ ومن ذلك دَرَسْتُ الثوبَ أَدْرُسُه دَرْساً، فهو مَدْرُوسٌ ودَرِيسٌ، أَي أَخْلَقْته. ومنه قيل للثوب الخَلَقِ: دَرِيس، وكذلك قالوا: دَرَسَ البعيرُ إِذا جَرِبَ جَرَباً شديداً فَقُطِرَ؛ قال جرير: رَكِبَتْ نَوارُكُمُ بعيراً دارساً، في السَّوقِ، أَفْصَح راكبٍ وبَعِيرِ والدَّرْسُ: الطريق الخفيُّ. ودَرَسَ الثوبُ دَرْساً أَي أَخْلَقَ؛ وفي قصيد كعب بن زهير: مُطَّرَحُ البَزِّ والدِّرْسانِ مَأْكُولُ الدِّرْسانُ: الخُلْقانْ من الثياب، واحدها دِرْسٌ. وقد يقع على السيف والدرع والمِغْفَرِ. والدِّرْسُ والدَّرْسُ والدَّريسُ، كله: الثوب الخَلَقُ، والجمع أَدْراسٌ ودِرْسانٌ؛ قال المُتَنَخِّلُ: قد حال بين دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبَةٌ، نِسْعٌ لها بِعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ ودِرعٌ دَرِيسٌ كذلك؛ قال: مَضَى وَورِثْناهُ دَرِيسَ مُفاضَةٍ، وأَبْيَضَ هِنْدِيّاً طويلاً حَمائِلُهْ ودَرَسَ الطعامَ يَدْرُسُه: داسَه؛ يَمانِيَةٌ. ودُرِسَ الطعامُ يُدْرسُ دِراساً إِذا دِيسَ. والدِّراسُ: الدِّياسُ، بلغة أَهل الشام، ودَرَسُوا الحِنْطَة دِراساً أَي داسُوها؛ قال ابنُ مَيَّادَة: هلاَّ اشْتَرَيْتَ حِنْطَةً بالرُّسْتاقْ، سَمْراء مما دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ ودَرَسَ الناقة يَدْرُسُها دَرْساً: راضها؛ قال: يَكفيكَ من بعضِ ازْدِيارِ الآفاقْ حَمْراءُ، مما دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ قيل: يعني البُرَّة، وقيل: يعني الناقة، وفسر الأَزهري هذا الشعر فقال: مما دَرَسَ أَي داسَ، قال: وأَراد بالحمراء بُرَّةً حمراء في لونها. ودَرَسَ الكتابَ يَدْرُسُه دَرْساً ودِراسَةً ودارَسَه، من ذلك، كأَنه عانده حتى انقاد لحفظه. وقد قرئ بهما: وليَقُولوا دَرَسْتَ، وليقولوا دارَسْتَ، وقيل: دَرَسْتَ قرأَتَ كتبَ أَهل الكتاب، ودارَسْتَ: ذاكَرْتَهُم، وقرئ: دَرَسَتْ ودَرُسَتْ أَي هذه أَخبار قد عَفَتْ وامَّحَتْ، ودَرُسَتْ أَشدّ مبالغة. وروي عن ابن العباس في قوله عز وجل: وكذلك نُصَرِّفُ الآيات وليقولوا دَرَسْتَ؛ قال: معناه وكذلك نبين لهم الآيات من هنا ومن هنا لكي يقولوا إِنك دَرَسْتَ أَي تعلمت أَي هذا الذي جئت به عُلِّمْتَ. وقرأَ ابن عباس ومجاهد: دارَسْتَ، وفسرها قرأْتَ على اليهود وقرأُوا عليك. وقرئ: وليقولوا دُرِسَتْ؛ أَي قُرِئَتْ وتُلِيَتْ، وقرئَ دَرَسَتْ أَي تقادمت أَي هذا الذي تتلوه علينا شيء قد تطاول ومرَّ بنا. ودَرَسْتُ الكتاب أَدْرُسُه دَرْساً أَي ذللته بكثرة القراءة جتى خَفَّ حفظه عليَّ، من ذلك؛ قال كعب بن زهير: وفي الحِلم إِدْهانٌ وفي العَفْوِ دُرْسَةٌ، وفي الصِّدْقِ مَنْجاةٌ من الشَّرِّ فاصْدُقِ قال: الدُّرْسَةُ الرِّياضَةُ، ومنه دَرَسْتُ السورةَ أَي حَفظتها. ويقال: سمي إِدْرِيس، عليه السلام، لكثرة دِراسَتِه كتابَ اللَّه تعالى، واسمه أَخْنُوخُ. ودَرَسْتُ الصَّعْبَ حتى رُضْتُه. والإِذهانُ: المذَلَّة واللِّين. والدِّراسُ: المُدارَسَةُ. ابن جني: ودَرَّسْتُه إِياه وأَدْرَسْتُه؛ ومن الشاذ قراءة ابن حَيْوَةَ: وبما كنتم تُدْرِسُونَ. والمِدْراسُ والمِدْرَسُ: الموضع الذي يُدْرَسُ فيه. والمَدْرَسُ: الكتابُ؛ وقول لبيد: قَوْمِ إلا يَدْخُلُ المُدارِسُ في الرَّحْـ *** مَةِ، إِلاَّ بَراءَةً واعْتِذارا والمُدارِسُ: الذي قرأَ الكتب ودَرَسَها، وقيل: المُدارِسُ الذي قارَفَ الذنوب وتلطخ بها، من الدَّرْسِ، وهو الجَرَبُ. والمِدْراسُ: البيت الذي يُدْرَسُ فيه القرآن، وكذلك مَدارِسُ اليهود. وفي حديث اليهودي الزاني: فوضع مِدْراسُها كَفَّه على آيةِ الرَّجمِ؛ المِدْراسُ صاحب دِراسَةِ كتبهم، ومِفْعَل ومِفْعالٌ من أَبنية المبالغة؛ ومنه الحديث الآخر: حتى أَتى المِدْراسَ؛ هو البيت الذي يَدْرسون فيه؛ قال: ومِفْعالٌ غريب في المكان. ودارَسْت الكتبَ وتَدارَسْتُها وادَّارَسْتُها أَي دَرَسْتُها. وفي الحديث: تَدارَسُوا القرآن؛ أَي اقرأُوه وتعهدوه لئلا تَنْسَوْهُ. وأَصل الدِّراسَةِ: الرياضة والتَّعَهُّدُ للشيء. وفي حديث عكرمة في صفة أَهل الجنة: يركبون نُجُباً أَلينَ مَشْياً من الفِراشِ المَدْرُوس أَي المُوَطَّإِ المُمَهَّد. ودَرَسَ البعيرُ يَدْرُسُ دَرْساً: جَرِبَ جَرَباً قليلاً، واسم ذلك الجرب الدَّرْسُ. الأَصمعي: إِذا كان بالبعير شيء خفيف من الجرب قيل: به شيء من دَرْسٍ، والدَّرْسُ: الجَرَبُ أَوَّلُ ما يظهر منه، واسم ذلك الجرب الدَّرْسُ أَيضاً؛ قال العجاج: يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ، من عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيم الدَّرْسِ من الأَذى ومن قِرافِ الوَقْسِ وقيل: هو الشيء الخفيف من الجرب، وقيل: من الجرب يبقى في البعير. والدَّرْسُ: الأكل الشديد. ودَرَسَتِ المرأَةُ تَدْرُسُ دَرْساً ودُرُوساً، وهي دارِسٌ من نسوة دُرَّسٍ ودَوارِسَ: حاضت؛ وخص اللحياني به حيض الجارية. التهذيب: والدُّرُوس دُروسُ الجارية إِذا طَمِثَتْ؛ وقال الأَسودُ بن يَعْفُر يصف جَواريَ حين أَدْرَكْنَ: الَّلاتِ كالبَيْضِ لما تَعْدُ أَن دَرَسَتْ، صُفْرُ الأَنامِلِ من نَقْفِ القَوارِيرِ ودَرَسَتِ الجارية تَدْرُسُ دُرُوساً. وأَبو دِراسٍ: فرج المرأَة. وبعير لم يُدَرَّسْ أَي لم يركب. والدِّرْواسُ: الغليظ العُنُقِ من الناس والكلاب. والدِّرْواسُ: الأَسد الغليظ، وهو العظيم أَيضاً. والدِّرْواس: العظيم الرأْس، وقيل: الشديد؛ عن السيرافي، وأَنشد له: بِتْنا وباتَ سَقِيطُ الطَّلِّ يَضْرِبُنا، عند النَّدُولِ، قِرانا نَبْحُ دِرْواسِ يجوز أَن يكون واحداً من هذه الأَشياء وأَولاها بذلك الكلب لقوله قرانا نبح درواس لأَن النبح إِنما هو في الأَصل للكلاب. التهذيب: الدِّرْواسُ الكبير الرأْس من الكلاب. والدِّرْباسُ، بالباء، الكلب العَقُور؛ قال: أَعْدَدْتُ دِرْواساً لِدِْرباسِ الحُمُتْ قال: هذا كلب قد ضَرِيَ في زِقاقِ السَّمْن يأْكلها فأَعَدَّ له كلباً يقال له دِرْواسٌ. وقال غيره: الدِّراوِسُ من الإِبل الذلُلُ الغِلاظُ الأَعناق، واحِدها دِرْواسٌ. قال الفراء: الدِّرواسُ العِظامُ من الإِبل؛ قال ابن أَحمر: لم تَدْرِ ما نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قَبْلَها، ودِراسُ أَعْوَصَ دَارِسٍ مُتَخَّدِّدِ قال ابن السكيت: ظن أَن اليَرَنْدَجَ عَمَلٌ وإِنما اليَرَنْدَج جلود سود. وقوله ودِراسُ أَعوصَ أَي لم تُدارِس الناسَ عَويص الكلام. وقوله دارس متخدد أَي يَغْمُضُ أَحياناً فلا يرى، ويروى متجدد، بالجيم، ومعناه أَي ما ظهر منه جديد وما لم يظهر دارس.
دربس: الدِّرْباسُ: الكلب العقور؛ قال الشاعر: أَعْدَدْتُ دِرْواساً لدِرْباسِ الحُمُتْ وقالوا: الدُّرابِسُ الضخم الشديد من الإِبل ومن الرجال؛ وأَنشد: لو كنتَ أَمسيتَ طَليحاً ناعِسا، لم تُلْفِ ذا راوِيَةٍ دُرابِسا وتَدَرْبَسَ أَي تقدَّم؛ قال الشاعر: إِذا القومُ قالوا: مَنْ فَتًى لمُهِمَّةٍ؟ تَدَرْبَسَ باقي الرَّيْقِ فَخْمُ المَناكِبِ
دردبس: الدَرْدَبِيسُ: خَرَزَةٌ سوداءٌ كأَن سوادَها لونُ الكبد، إِذا رفعتها واستَشْفَفْتَها رأَيتها تَشِفُّ مثل لون العنبة الحمراء،
تَتَجَبَّبُ بها المرأَة إِلى زوجها، توجد في قُبور عادٍ؛ قال الشاعر: قَطَعْتُ القَيْدَ والخَرَزاتِ عَنِّي، فَمَنْ لي من عِلاجٍ الدَّرْدَبيسِ؟ قال اللحياني: هي من الخرز التي يُؤَخِّذ بها النساءُ الرجالَ؛ وأَنشد: جَمَعْنَ من قَبَلٍ لَهُنَّ وفَطْسَةٍ والدَّرْدَبِيسِ، مُقابلاً في المِنْظَم قال: وهن يقلن في تأْخيذهن إِياه، أَخَّذْتُه بالدَّرْدَبيسِ تُدِرُّ العِرْقَ اليَبِيس، قال: تعني بالعرق اليبيس الذِّكَرَ، التفسير له. والدَّرْدَبيسُ: الفَيْشَلة. الليث: الدَّرْدَبيسُ الشيخ الكبير الهِمُّ، والعجوز أَيضاً يقال لها: دَرْدَبيسٌ؛ وأَنشد: أُمُّ عِيالٍ فَخْمَةٌ تَعُوسُ، قد دَرْدَبَتْ، والشيخُ دَرْدبيسُ العَوْسُ: هو الطَّوَفانُ بالليل. ودَرْدَبَت: خَضَعَتْ وذلت؛ وشاهد العجوز قول الآخر: جاءَتْكَ في شَوْذَرِها تَمِيسُ عُجَيِّزٌ لَطْعاءُ دَرْدَبيسُ، أَحْسَنُ منها مَنْظَراً إِبليسُ لطعاء: تَحاتَّتْ أَسنانها من الكبر. والدَّرْدَبيسُ: الداهية. والدَّرْدِبيس: الشيخ، بكسر الدال، قال: وهكذا. كتبه أَبو عمرو الإِياديُّ؛ قال ابن بري: شاهد الداهية قول جُرَيّ الكاهلي: ولو جَرَّبْتَني في ذاكَ يوماً رَضِيتَ، وقلتَ: أَنتَ الدَّرْدَبيسُ
دردقس: الدُّرْداقِسُ: عظم القَفا، قيل فيه إِنه أَعجمي، قال الأَصمعي: أَحسبه رُوميّاً، قال: وهو طرف العظم الناتئ فوق القفا؛ أَنشد أَبو زيد:مَنْ زال عن قَصْدِ السبيل، تَزايَلَتْ بالسيفِ هامَتُه عن الدُّرْقاسِ قال أَبو عبيدة: الدُّرْداقِسُ عظم يفصل بين الرأْس والعنق كأَنه رومي، قال محمد بن المكرم: أَظن قافية البيت الدُّرْداقِسُ، واللَّه أَعلم.
درطس: إِدْرِيطُوسُ: دواء، رومي فأُعْرب.
درعس: بعير دِرْعَوْسٌ: غليظ شديد؛ عن ابن الأَعرابي، وسيأْتي ذكرها في الشين.
درفس: بعير دِرَفْسٌ: عظيم. والدِّرَفْسُ: الضخم والضخمة من الإِبل. والدِّرَفْسةُ: الكثيرة لحم الجنبين والبَضِيع، والدِّرَفْسُ: الناقة السهلةُ السير، وجملٌ دِرَفْسٌ. الأُمَوِيُّ: الدِّرَفْسُ البعير الضخم العظيم، وناقة دِرَفْسَة. والدِّرَفْسُ: الحرير. وقال شمر: الدِّرَفْسُ أَيضاً العَلَمُ الكبير؛ وأَنشد قول ابن الرُّقَيَّاتِ: تُكِنُّه خِرْقَةُ الدِّرَفْس من الشـ *** ـمسِ، كَلَيْثٍ يُفَرِّجُ الأَجَما الصحاح: الدِّرَفْسُ من الإِبل العظيم، وناقةٌ دِرَفْسَةٌ؛ قال العجاج: دِرَفْسَةٌ أَو بازٍلٌ دِرَفْسُ والدُرْفاسُ مثله؛ قال ابن برِّي: صواب إِنشاده: دِرَفْسَةٍ أَو بازِلٍ، بالخفض؛ وقبله: كم قد حَسَرْنا من عَلاةٍ عَنْسِ، كَبْداء كالقَوْسِ وأُخْرى جَلْسِ، دِرَفْسَةٍ أَو بازِلٍ دِرَفْسِ حسرنا: أَتعبنا. والعَنْسُ: الناقة الصُّلْبَةُ القوية. والعَلاةُ: سَندانُ الحَدَّادِ. وكَبْداء: ضَخْمَةُ الوسط خِلقة، وجعلها كالقوس. لأَنها قد ضَمُرَتْ واعْوَجَّتْ من السير. والجَلْس: الشديدة، ويقال الجسيمةُ. والدِّرَفْسَةُ: الغليظة. والبازل من الإِبل: الذي له تسع سنين ودخل في العاشرة.
درمس: دَرْمَسَ الشيءَ: ستره.
درهس: الدُّراهِسُ: الشديد من الرجال.
دريس: الدِّرْيَوْسُ: الغَبيُّ من الرجال، قال: ولا أَحسبها عربية محضة.
دسس: الدَّسُّ: إِدخال الشيء من تحته، دَسَّه يَدُسُّه دَسّاً فانْدَسَّ ودَسَّسَه ودَسَّاه؛ الأَخيرة على البدل كراهية التضعيف. وفي الحديث: اسْتَجِيدوا الخالَ فإِن العِرْقَ دَسَّاسٌ أَي دَخَّال لأَنه يَنْزِعُ في خَفاءٍ ولُطْفٍ. ودسَّه يَدُسُّه دَسّاً إِذا أَدخله في الشيءِ بقهر وقوَّة. وفي التنزيل العزيز: قد أَفْلَحَ من زَكَّاها وقد خابَ من دَسَّاها؛ يقول: أَفلح من جعل نفسه زكية مؤمنة وخابَ من دَسَّسَها في أَهل الخير وليس منهم، وقيل: دَسَّاها جعلها خسيسة قليلة بالعمل الخبيث. قال ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابي عن تفسير قوله تعالى: وقد خابَ من دَسَّاها، فقال: معناه من دسَّ نَفْسَه مع الصالحين وليس هو منهم. قال: وقال الفراء خابت نفس دَسَّاها اللَّه عز وجل، ويقال: قد خاب من دَسَّى نَفْسَه فأَخْمَلَها بترك الصدقة والطاعة، قال: ودَسَّاها من دَسَّسْتُ بُدِّلَتْ بعض سيناتها ياء كما يقال تَظَنَّيْتُ من الظَنِّ، قال: ويُرَى أَن دَسَّاها دَسَّسَها لأَن البخيل يُخْفي مَنْزِله وماله، والسَّخِيُّ يُبْرِزُ منزله فينزل على الشَرَفِ من الأَرض لئلا يستتر عن الضيفان ومن أَراده ولكلٍّ وَجْهٌ. الليث: الدَّسُّ دَسُّك شيئاً تحت شيء وهو الإِخْفاءُ. ودَسَسْتُ الشيء في التراب: أَخفيته فيه؛ ومنه قوله تعالى: أَم يَدُسُّه في التراب؛ أَي يدفنه. قال الأَزهري: أَراد اللَّه عز وجل بهذا الموءُودة التي كانوا يدفنونها وهي حية. وذَكَّرَ فقال: يَدُسُّه، وهي أُنثى، لأَنه رَدَّه على لفظة ما في قوله تعالى: يَتَوارى من القوم من سُوءِ ما بُشِّرَ به، فردَّه على اللفظ لا على المعنى، ولو قال بها كان جائزاً. والدَّسِيسُ: إِخفاء المكرِ. والدَّسيسُ: من تَدُسُّه ليأْتيك بالأَخبار، وقيل الدَّسِيسُ: شبيه بالمُتَجَسِّس، ويقال: انْدَسَّ فلان إِلى فلان يأْتيه بالنمائم. ابن الأَعرابي: الدَّسِيسُ الصُّنانُ الذي لا يَقْلَعُه الدواء. الدَّسِيسُ: المَشْوِيُّ. والدُّسُسُ: الأَصِنَّةُ الدَّفِرَةُ الفائحة. والدُّسُسُ: المُراؤُون بأَعمالهم يدخلون مع القُرَّاء وليسوا قُرَّاءً. ودَسَّ البعيرَ يَدُسُّه دَسّاً: لم يبالغ في هَنْئه. ودُسَّ البعيرُ: وَرِمَتْ مَساعِرُه، وهي أَرْفاغُه وآباطه. الأَصمعي: إِذا كان بالبعِير شيء خفيف من الجرب قيل به شيء من جَرَب في مِساعِرِه، فإِذا طلي ذلك الموضع بالهِناءِ قيل: دُسَّ، فهو مَدْسُوس؛ قال ذو الرمة: تَبَيَّنَ بَرَّاقَ السَّراةِ كأَنه قَرِيعُ هِجانٍ، دُسَّ منه المَساعِرُ قال ابن بري: صواب إِنشاده فَنِيقُ هِجانٍ، قال: وأَما قريع هجان فقد جاء قبل هذا البيت بأَبيات وهو: وقد لاحَ للسَّاري سُهَيْلٌ كأَنه قَرِيعُ هِجانٍ، عارَضَ الشَّوْلَ، جافرُ وقوله تَبَيَّنَ: فيه ضمير يعود على ركب تقدم ذكرهم. وبَرَّاق السَّراةٍ: أَراد به الثور الوَحْشِيُّ. والسَّراةُ: الظهر. والفَنِيقُ: الفحلُ المُكْرَمُ. والهِجانُ: الإِبل الكرامُ. ودُسَّ البَعِيرُ إِذا طُليَّ بالهِناء طَلْياً خفيفاً. والمساعِرُ: أُصول الآباط والأَفخاذ، وإِنما شبه الثور بالفنيق المَهْنُوءِ في أُصول أَفخاذه لأَجل السواد الذي في قوائمه. والجافر: المنقطع عن الضِّرابِ، والشَّوْل: جمع شائلَةٍ التي شالَتْ بأَذنابها وأَتى عليها من نتَاجها سبعة أَشهر أَو ثمانية فَجَفَّ لَبَنُها وارتفع ضَرْعُها. وعارَضَ الشَّوْلَ: لم يَتْبَعْها. ويقال للهِناء الذي يُطْلَى به أَرْفاغُ الإِبل الدَّسُّ أَيضاً؛ ومنه المثل: ليس الهِناءُ بالدَّسِّ؛ المعنى أَن البعير إِذا جَرِبَ في مَساعِرِه لم يُقْتَصَرْ من هِنائِه على موضع الجَرَبِ ولكن يُعَمُّ بالهِناءِ جميعُ جلده لئلا يتعدّى الجَرَبُ موضِعَه فَيَجْرَبَ موضعٌ آخرُ؛ يضرب مثلاً للرجل يَقْتصِرُ من قضاء حاجة صاحبه على ما يَتَبَلَّغ به ولا يبالغ فيها. والدَّسَّاسَةُ: حَيَّة صَمَّاء تَنْدَسُّ تحت التراب انْدِساساً أَي تَنْدَفِنُ، وقيل: هي شحمة الأَرض، وهي الغَثِمَةُ أَيضاً. قال الأَزهري: والعرب تسميها الحُلُكَّى وبناتِ النَّقا تَغُوصُ في الرمل كما يغوص الحوت في الماء، وبها يُشَبَّه بَنانُ العَذارَى ويقال بنات النَّقا؛ وإِياها أَراد ذو الرمة بقوله: بَناتُ النَّقَا تَخْفى مِراراً وتَظْهَرُ والدَّسَّاسُ: حَيَّة أَحمر كأَنه الدم مُحَدَّدُ الطرفين لا يُدْرَى أَيهما رأْسه، غليظُ الجِلْدة يأْخذ فيه الضَّرْبُ وليس بالضخم الغليظ، قال: وهو النَّكَّازُ، قرأَه الأَزهري بخط شَمِر؛ وقال ابن دريد: هو ضَرْبٌ من الحيات فلم يُحَلِّه. أَبو عمرو: الدَّسَّاسُ من الحيات الذي لا يدرى أَيُّ طرفيه رأْسه، وهو أَخبث الحيات يَنْدَسُّ في التراب فلا يظهر للشمس، وهو على لون القُلْبِ من الذهب المُحَلَّى. والدُّسَّة: لعبة لصبيان الأَعراب.
|